عند ولادة الطفل تبدأ الأم بوضع آمال عريضة و توقعات عالية فتبني أحلاما كثيرة تتمنى أن تحققها مع طفلها، تريد أن تراه عبقريا مميزا و موهوبا فتبد أمثلا بتعليمه الرسم والرياضيات المختلفة وكل ما كانت تحلم هي بتعلمه.
تبدأ الرحلة والتخطيط لها و لكن ما تقع فيه الكثير من الأمهات هو أنها تخطط لنمو الطفل الجسدي متى سيحبو؟ متى سيأكل؟ و متى سيبدأ التسنين؟ متناسية النمو العقلي و الروحي ، فتبدأ بتقديم الأنشطة المختلفة دون المعرفة بالمراحل الطبيعية لنمو عقل الطفل وكثير ما تصاب بالإحباط و تصيب الطفل معها بالإحباط و تتكسر أمامها توقعاتها العالية عندما تقدم له نشاط غير مناسب لنموه.
ولذلك يجب أن تراعي الأم بعض النقاط الهامة عند تعليم الطفل المهارات الفنية المختلفة:
- الطفل ليس جسدا فقط و لا عقلا فقط، الطفل جسد وعقل وروح، فالجسد يحتاج ما ينميه ويشحنه والعقل يحتاج إلي ما ينميه و يشحنه و أيضا الروح تحتاج إلي الشحن و التنمية، فالرسم يساعد علي تنمية الجسد و العقل و الروح …كيف هذا؟
- عندما يمسك الطفل بالألوان أو يمسك المقص أو الصلصال و العجائن الأخرى فهو ينمي عضلات يده الدقيقة وعندما يتعرض للخبرات و المهارات الفنية المختلفة فهو ينمي عقله وعندما يتعرض للألوان المختلفة و جمال الأعمال الفنية فهو ينمي روحه، إذا فالرسم والفن ساعدا علي نمو الطفل بشكل تكاملي.
- الرسم لغة جيدة للتعبير فعندما لا يستطيع الطفل التعبير عن ما بداخله بالكلام فهو يستطيع التعبير بالرسم.
سيكولوجية رسوم الأطفال
تكمن أهمية معرفة المربي و المعلم بسيكولوجية رسوم الأطفال أو التطور الطبيعي للرسوم خلال المراحل العمرية المختلفة وذلك لضبط توقعات المربي في كل مرحله عمريه و معرفه ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة.
من عمر 2-3 سنوات:
مرحلة «الشخبطة» فالطفل هنا كل ما يفعله هو رسم خطوط عشوائية ليس لها أي دلالة ودور المربي او المعلم في هذه المرحلة هو توفير الخامات المختلفة للطفل مثل الوان الماء الامنه و الوان الاصابع و الصلصال الامن و هكذا.
من 3 – 5 سنوات:
تبدأ الخطوط العشوائية للطفل بالتطور شيئا فشئ، ففي البداية نجد الطفل رسم بعض الخطوط العشوائية قائلا إنه يرسم بابا. ثم تتطور ليرسم خطوطا لها بعض الملامح مثلا يرسم دائرة و معها خط قائلا إنها وردة فتصبح رسوماته عبارة عن رموز، ودور المعلم أو المربي في هذه المرحلة توفير الخامات المختلفة للطفل مثل الوان الجواش و الوان الاكريليك و هكذا وخامات تلوين مختلفه مثل ورق الكانسون و والفل و الكارتون و الخشب.
من 5 – 8 سنوات:
تبدأ رسوم الأطفال بالتطور من الرموز إلي الواقعية المعرفية ففي هذه المرحلة يرسم الطفل ما يشعر به فهو يرسم خبراته المختلفة عن الأشياء وليس ما يراه أمام عينه، تتسم أيضا تلك المرحلة بالشفافية للأشياء فعندما يرسم الطفل بحرا فهو يرسم الأسماك واضحة علي السطح.
ويستخدم الطفل في هذه المرحلة الألوان للتمييز بين العناصر المختلفة ويستمتع بتجربة كل شيء حتى ولو لم تكن الأشياء كلها مترابطة، دور المربي أو المعلم في هذه المرحلة توفير الخامات المختلفة للطفل و مناقشة الطفل في رسوماته و تشجيعه علي نقاط القوة بها و تعليم الطفل المهارات المختلفة التي سيحتاجها في الأعمال الفنية مثل أنواع الألوان المختلفة و أنواع العجائن.
من 9 – 11 سنة:
مرحلة الواقعية البصرية يبدأ الطفل برسم ما يراه و ليس ما يعرفه وتصبح رسوماته ثلاثية الأبعاد و يهتم في رسوماته بالتفاصيل المميزة للأشياء، دور المربي في هذه المرحلة تقديم المواضيع الفنية المختلفة للطفل والبدء بتعليم أساليب الرسم المختلفة مثل الطبيعه الصامتة.
من 11- 14 سنه:
مرحلة الكبت أو الفتور فيقل تعبير الطفل بالرسم و يميل أكثر إلي استخدام اللغة ولا يمر كل الأطفال بهذة المرحلة. دور المربي أو المعلم في هذه المرحلة تشجيع الطفل علي استخدام الفن و ليس إجباره.
مرحلة ما بعد ال 14 عام:
يرجع نشاط الطفل الفني إلي ما كان عليه و تبرز موهبة الطفل الفنية.
بعض معوقات الإبداع عند الأطفال
الرسومات الجاهزة للتلوين
كراسات التلوين تعيق إبداع الطفل في المراحل الأولية من عمره لأنها تضع حدود لما سيفعله الطفل لتلوين الشكل المرسوم فعندما تقدم للطفل الرسومات الجاهزة للتلوين ثم تبدأ بإعطائه ورق فارغ! و تطلب من الطفل الرسم والتلوين سيقول لكِ ماذا افعل؟ أين حدودي؟ وعندما يحاول الطفل رسم الشكل الموجود في الكراسة و يجده ليس بجمال الشكل الجاهز سيفقد ثقته بنفسه و يقرر بأنه لا يستطيع الرسم و لكنه جيد في التلوين.
تعليم الرسم بالخطوات الثابتة
في المراحل الأولى للطفل من المفترض استخدام خياله في الرسم و الإبداع ولكن عندما نبدأ بتعليمه خطوات الرسم كأننا نقول له أنت لا تحتاج خيالك من فضلك ضع خيالك جانبا أنت لست بحاجه له فأنا من سيعلمك.
المسابقات
ما هو الهدف من المسابقات؟ منظمين المسابقات هدفهم حث الطفل علي النجاح والتفوق ولكن هل حقا هذا ما يحدث؟!
هيا بنا نلقي نظره سريعه علي ما يحدث في المسابقات.
يطلب من الاطفال اختيار موضوع للرسم و رسمه ثم يعرض علي مجموعه من الحكام ليختارو احسن رسمه ويكون صاحب الرسمه هو المتميز و الباقي أقل منه.
فيا ترى ما هي الرسالة التي وصلت للأطفال؟ «ان ماينفعش تكون اقل لازم تكون الاحسن علشان تفوز ماينفعش تبص على الخطوات انظر دائما للنتيجه»! فالمسابقات ليست الحل الأمثل.
إذا فنحن بحاجه للتشجيع علي الخطوات وليس النتيجة وبحاجة للنظر لنقاط القوة في كل رسمه و مناقشه صاحبها في نقاط الضعف و كيفيه تنميتها.
التعليق علي رسوم الأطفال
إيه اللي انت رسمه ده، إيه الرسم اللي مالوش ملامح ده ،أنت راسم الوش كده ليه؟
كل تلك الجمل كفيلة أن تفقد الطفل ثقته بنفسه ويأخذ قرار بعدم المحاولة مرة أخرى للبعد عن النقد، فالطفل بحاجة للاحساس بالامان و الحب ليبدع فيما يفعله.
تعليق أجمل رسمة
الطفل إنسان يبحث دائماعن الحب والاهتمام والانتماء فعندما يجد المسؤول عنه أبدى اهتمامًا شديد برسمة محددة لدرجة أنه علقها على الحائط لأنها أحسن رسمة فماذا سيدور بداخل الطفل؟ أن هذه الرسمة هي ما ستجلب له الاهتمام فسيظل يرسم هذه الرسمة فقط حتي لا يفقد الاهتمام.
فبدل هذا من الممكن عمل حائط الرسومات نعلق عليها جميع الرسومات أو الرسومات التي يختارها الطفل نفسه أو عمل ملف لرسومات الطفل لنتابع تطور رسوماته أو فهم مشاعره.
التهديد بالأعمال الفنية
عندما تغضب من الطفل و تهدده برمي رسوماته أو الحرمان من الألوان فأنت تسلب الطفل مساحته الخاصة فيفقد الإحساس بالأمان و الحب اتجاه هذا العمل فالطفل الخائف لا يستطيع الابداع.
4 Responses
صفحة رائعة
١مرره حلو
دخوله اطفالكم مرره حلو ومرتب
تم الافاده من مقالكم ولكم جزيل الشكر والتقدير
Comments are closed.