7 جوانب تساعدك على الاستعداد للأمومة

الطفولة, الأم, التربية, حمل وولادة, الاستعداد للأمومة

رحلة الأمومة حلم الكثير من الفتيات والزوجات، يتلهفن لحمل الطفل الصغير الذي يتعلق بهن دوناً عن غيرهن، يستكين في أحضانهن، ويناديهن «ماما». وهي بالفعل رحلة  مميزة، غنية وثرية. هي دخول لمرحلة جديدة من الحياة، كأي تجربة جديدة يحتاج المقدم عليها للاستعداد لها، تحتاج مرحلة الأمومة للاستعداد الشامل من جوانب عدة. فماذا تحتاج الأم الجديدة بخلاف تجهيزات ملابس المولود ومستلزماته؟

1. الاستعداد والتهيئة النفسية

تختلف حياة المرأة بعد قدوم الوافد الصغير، فهي لم تعد مسئولة عن نفسها وبيتها فحسب، بل عن كائن صغير لا يملك من أمره شيئاً ويعتمد عليها اعتماداً كاملاً؛ وهو ما قد يشكل مفاجأة لبعض الأمهات، فاعتماد ذلك الصغير عليها بشكل كامل قد يعوقها عن ممارسة بعض ما اعتادت عليه. لذلك تحتاج الأم الجديدة لأن تتعرف أكثر على الأمومة، لا من واقع محال ملابس الأطفال ومستلزماتهم، بل من خبرات الأمهات الأخريات اللاتي ترى أنهن «يستمتعن» بأمومتهن ويحسن التعامل مع أطفالهن، أياً كانت مراحلهم العمرية، فهذا يساعدها على إدراك جوانب أكثر عن حياة الأمومة التي هي مقبلة عليها. كذلك تحتاج لأن تتحدث معهن -أو مع من تثق برأيه- عن أفكارها وتصوراتها لحياة الأمومة، كي تكون صورة متوازنة عن المرحلة المقبلة وكيف ستتغير حياتها، وكيف تستمتع بها.

2. تعرفي على صغيرك

التعرف المسبق على ما نحن مقدمون عليه يساعد كثيراً في تهيئتنا له. كذلك تحتاج الأم الجديدة لأن تتعرف على صفات الصغير القادم، ماذا يحتاج، ومسئولياتها خلال الفترة المقبلة. وهذا يساعدها على رسم صورة متوازنة وواقعية إلى حد كبير عن المرحلة القادمة ودورها فيها. فمثلاً، اعتقدت الأمهات قديماً أن لبن الأم في الأيام الأولى من عمر الطفل لا يكفيه لذا يحتاج لجرعة جلوكوز أو رضعة ينسون، في حين أن الأطباء الآن يقولون إن قطرات اللبن الأولى تلك – السرسوب -كافية للغاية ومشبعة للطفل

في الشهور الأولى لا يجيد الطفل أي طريقة للتواصل غير الصراخ والبكاء، الأمر لا علاقة له بكونه «لم يشبع من لبنك» أو ما شابه من الأقاويل، بل قد يكون السبب هو افتقاده لك واحتياجه لأن تضميه فقط، ولن يهدأ أبداً إذا تركتيه «يتفلق»، بل  لا بد أن يستكين في حضنك. الأمر يحتاج فقط أن تفهمي طفلك ويمكنك الرجوع لمتخصصي هذه المرحلة من أطباء وتربويين، ولا تنساقي لكلام الجدات وحده، واحرصي على تلقي المعلومة من مصدر موثوق.

3. جسدك ونفسيتك

فترة الحمل منهكة جسدياً للأم، وينبغي من البداية استشارة الطبيبة المتابعة للحمل عند الشعور بأي تعب أو حتى تغير في المزاج، فقد يكون سبب ذلك نقص في أحد العناصر المهمة، وما تغير المزاج إلا وسيلة يستخدمها جسد الأم لتنبيهها، كما أن الحمل يؤثر على جسد الأم، وكذلك الرضاعة فيما بعد، مما يعني أن الأم تحتاج لأن تدرك جيداً ما يحتاجه جسدها في هذه المرحلة كي تنال ما يفي احتياجاتها ويحافظ على صحتها وقوتها. خاصة مع ما يحدث من اضطرابات هرمونية خلال رحلة الحمل والولادة.

ومن الأحداث البارزة التي تُذكر في بداية رحلة الأمومة، اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب بعض الأمهات وتختلف حدته وأعراضه من أم لأخرى، ولكنه بصفة عامة حالة من المشاعر السلبية التي تسيطر على الأم، قد تكون خفيفة وتمر بسلام سريعاً، وقد تكون هذه المشاعر قوية وتطول مدتها،  لذا فمن الأفضل أن تستعد الأم لهجوم هذه المشاعر السلبية، وأن تضع خطتها لمقاومة هذه الحالة. ومما يساعد كثيراً على تخطي هذه الحالة، توافر الدعم النفسي من الأحبة، كالزوج أو الأهل أو الأصدقاء، ويفضل ألا تتأخر الأم في اللجوء للاستشارة الطبية وطلب الدعم.

4. الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية هي أفضل تغذية ممكنة للطفل الوليد. وتحلم كل أم بأن تمر بخبرة رضاعة طبيعية سعيدة، وهي ككل ما يتعلق بالأمومة أمر يحتاج للاطلاع والوعي لتمر الأم الجديدة بتجربة رضاعة طبيعية سعيدة، تحتاج لمعرفة طرق تهيئة الثدي للإرضاع، كيف تنشط غدد إفراز اللبن، كمية اللبن التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة، وكذلك طرق الإرضاع الصحيحة التي تساعدها على إرضاع طفلها حتى الشبع مع الحفاظ على صحة ثديها. يمكن للأم استشارة طبيبة متخصصة في الرضاعة الطبيعية، والبحث عن مجتمعات الأمهات المشجعة على الرضاعة الطبيعية، سيقدمان دعماً جيداً لها في هذا الشأن.

5. الدعم والاهتمام

من الأمور المهمة التي تحتاج الأم لتجهيزها، قائمة الدعم والاهتمام، أحضري ورقةً وقلماً وسجلي الأشياء التي تحبينها والتي يبهجك ممارستها أو مشاهدتها، اكتبي قائمة بما تحبين أن يقدم لك الآخرون، زوجك وأهلك وأصدقاؤك، تحتاجين هذه القائمة في الوقت الذي تنتابك فيه كآبة ما بعد الولادة، أحياناً تؤثر الكآبة وتتسبب في عجز عن التفكير فيما قد يساعد على الخروج من هذه الحالة، ووجود القائمة يوفر وقت التفكير. قد يفيد أيضاً دعم الزوج والأهل في تولي أمر العناية بالصغير لبعض الوقت فيما تقضيه الأم في شيء يسعدها، كالنوم أو الاهتمام ببشرتها وشعرها.

6. تهيئة البيئة

نهتم كثيراً بتجهيز احتياجات الصغير وتخزينها، لكن الأهم أن يتم تخزينها بطريقة تجعل الوصول إليها واستخدامها وإعادتها سهلاً يسيراً على الأم، فلا تحتاج لبذل مجهود كبير مع تعب الولادة وما بعدها للوصول إلى الأشياء. ومن المفيد أن تحيط نفسها بالأشياء التي تحبها و تبهجها، ككتاب تتسلى بقراءته، أو أشياء تفرحها رؤيتها؛ كأن تضعي بجانب سريرك بعض الكتب التي تحبين قراءتها، جهزي بعض الأفلام التي تضحك وتستمتعين بمشاهدتها، قد يفيدك أن تضعي حولك ما صوراً لك مع أحبتك، أو هدايا قُدمت لك وتفرحين برؤيتها.

أيضاً خصصي مكاناً لتخزين أغراض طفلك التي تحتاجينها باستمرار في مكان سهل المنال حيث يمكنك سحبها بسهولة دون الحاجة للانحناء الشديد أو بذل مجهود مؤلم. وبالنسبة لأعمال البيت، حاولي أن تخزني بعض الوجبات المجهزة أو النصف مجهزة في المجمد، بحيث يسهل عليك القيام بمهام الطبخ فيما بعد الولادة، ويمكنك الاعتماد على المأكولات النصف مجهزة والتي تحضرها بعض ربات البيوت، الأمر الذي سيوفر عليك مشقة تجهيزها وكذلك يوفر لك المزيد من الوقت الذي يمكنك قضاؤه مع صغيرك، أو في الراحة.

7. الاستمتاع

يمكننا القول إن النية للاستمتاع والحرص على ذلك من أهم ما يساعد الأم على تخطي مرحلة ما بعد الولادة بسلام نفسي، تحتاج الأم لأن تضع في حسبانها أن لكل مرحلة مميزاتها و سماتها ومسئولياتها، وجود طفل يغير الكثير في حياة الأم حقاً، لكن في كل وقت يمكن استخراج مواطن للبهجة، كما لو أن المنحة توجد في قلب المحنة حقاً، كما أن مع العسر يسراً. وفي وجود الطفل توجد لحظات كثيرة للاستمتاع معه، تكون فيما بعد ذكريات جميلة، كذكرى أول سن، أول كلمة، أول خطوة.

تتنوع وسائل توثيق الذكريات، تسجيلها والاستمتاع بها سيكون أمراً جميلاً ومساعداً للأم على تخطي أي مشكلات أو مشاعر سلبية تنتابها.